سم الله الرحمن الرحيم الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه، ومن اهتدى بهداه.
أما بعد: فقد سبق بيان صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم في حلقتين ووقفنا في الحلقة الثانية على ما يتعلق بالدعاء في التشهد الأخير من الصلاة، وسبق لنا أن الله جل وعلا شرع لنا على يد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نقول في آخر الصلاة بعد قراءة التحيات نستعيذ بالله من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال، هذا مشهور للرجال والنساء جميعاً في الفرض والنفل ويستحب مع هذا أن يدعوا الإنسان بما تيسر لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما علم الصحابة التشهد قال: (ثم ليختر من الدعاء أعجبه فيدعوا) وفي لفظ: (ثم ليختر من المسألة ما شاء) وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يدعوا بهذه الدعوات: (اللهم إني أعوذ من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال).
وقال لمعاذ: يا معاذ إن لأحبك فلا تدعن أن تقول دبر كل صلاة:
(اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك).
وثبت عن - صلى الله عليه وسلم - علي - رضي الله عنه - أنه كان يقول في آخر الصلاة قبل أن يسلم: (اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت، وما أسرف وما أنت أعلم به مني، أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت). وثبت أيضاً في صحيح البخاري عن سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقول في آخر الصلاة: (اللهم إني أعوذ بك من البخل، وأعوذ بك من الجبن وأعوذ بك أن أرد إلى أرذل العمر وأعوذ بك من فتنة الدنيا ومن عذاب القبر). فهذه دعوات طيبة يشرع أن تقال في آخر الصلاة بعدما يقرأ التحيات والشهادة والصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - يأتي بهذه الدعوات التي ذكرنا، وفيما ذكرنا في آخر الحلقات السابقة. والخلاصة أنه يقول بعد الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - أعوذ بالله من عذاب جهنم. أو اللهم إني أعوذ من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال. وإذا زاد أدعية أخرى كما تقدم فذلك حسن مثل ما تقدم: (اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك). (اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أسرفت وما أنت أعلم به مني أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت). وهكذا في الدعاء الآخر حديث سعد: (اللهم إني أعوذ بك من البخل وأعوذ بك من الجبن وأعوذ بك أن أرد إلى أرذل العمل وأعوذ بك من فتنة الدنيا وعذاب القبر). وهكذا الدعاء لحديث عبد الله بن عوف في الصحيحين: (اللهم إن ظلمت نفسي ظلماً كثيراً ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم). هذا علمه النبي - صلى الله عليه وسلم - للصديق - رضي الله عنه - وعبد الله بن عوف - رضي الله عنهما - إن الصديق - رضي الله عنه - قال: يا رسول الله علمني دعاءً أدعوا به صلاتي؟ قال: قل: اللهم إن ظلمت نفسي ظلماً كثيراً ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم). وإذا كان الصديق يقال له هذا الدعاء فكيف بحالنا إذا كان الصديق وهو أفضل الصحابة - رضي الله عنه - ومشهود له بالجنة، ومع هذا يعلمه النبي يقول: (اللهم إن ظلمت نفسي ظلماً كثيراً ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم). فنحن في أشد الحاجة إلى ذلك والله المستعان فينبغي الإكثار من هذا الدعاء قال أنس - رضي الله عنه - كان أكثر دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم -: (ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار). ثم ينبغي أن يعلم أن المرأة كالرجل في هذه الأشياء قال بعض أهل العلم إن المرأة لها خصوصية وهذا لا دليل عليه، بل ما ورد من السنة يدل على أنه مشترك من الرجال والنساء فكما أن الرجل يقرأ الفاتحة وما تيسر معها من سور أو آيات فهي كذلك وكما أنه يرفع عند الركوع وعند الرفع منه وعند قيامه من التشهد الأول إلى الثالثة فهي كذلك ترفع يديها مثل الرجل وكما أنه يضع يديه على صدره هي كذلك تضع يديها على صدرها حال القيام في الصلاة، وكما أنه يقول: سبحان ربي العظيم في الركوع هي مثله ويقول في السجود سبحان ربي الأعلى هي مثله وتزيد مثل الرجل سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي، وتضع يديها في الركوع على ركبتيها مفردة الأصابع وتضع في السجود يديها على الأرض حيال منكبيها أو حيال أذنيها كالرجل، وتضع يديها في الجلوس بين السجدتين على فخذيها أو على ركبتيها كالرجل وتفترش رجلها اليسرى بين السجدتين وفي التشهد الأول وفي التشهد الأخير تتورك تجلس على مقعدتها وتجعل رجلها اليسرى تحت رجلها اليمنى على يمينها كالرجل سواء بسواء في هذه الأمور هذا هو الأرجح، وهذا هو المعتمد كما دلت عليه الأحاديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. كذلك هذا أمر معلوم إذا فرغ من الدعاء يسلم الرجل ونفس المرأة فيقول: السلام عليكم ورحمة الله عن يمينه والسلام عليكم ورحمة الله عن يساره هكذا كان النبي يفعل عليه الصلاة والسلام وهذا يستوي فيه الرجل والمرأة والفرض والنفل جميعاً ثم بعدما يسلم يقول: أستغفر الله ثلاثاً. اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام يقوله الرجل والمرأة أستغفر الله ثلاثاً اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام ثم ينصرف الإمام إلى الناس إذا كان إمام ينصرف بعد هذا ويعطي الناس وجهه ويقول بعد: (هذا لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير). وهكذا المأمومين يقول مثل هذا للرجال والنساء مثل ما يقول الإمام (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحي ويميت وهو على كل شيء قدير) جاء هذا تارة يقول يومياً وتارة لا يقول عليه الصلاة والسلام ثبت هذا وهذا فتارة يقول يحي ويميت بيده الخير وتارة لا يقول ذلك، والأمر واسع بحمد لله فيقول هذا: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير) وتارة يزيد (يحي ويميت بيده الخير وهو على كل شيء قدير لا حول ولا قوة إلا بالله. لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن. لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد). كل هذا مستحب بعد كل صلاة للرجال والنساء، ثم يشرع بعد ذلك أن يقول سبحان الله والحمد لله والله أكبر ثلاثاً وثلاثين مرة للرجل والمرأة سبحان الله والحمد لله والله أكبر ثلاثاً وثلاثين مرة بأصابعه يعقد بأصابعه ثلاثين مرة فيكون الجميع تسعاً وتسعين ثلاثة ثلاثين تسبيحة وثلاثاً وثلاثين تحيمدة وثلاثة وثلاث وثلاثين تكبيرة إذا قال سبحان والله والحمد لله والله أكبر ثلاثاً وثلاثين مرة كانت تسعاً وتسعين ثم يقول تمام المائة (لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير). قال النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا قالها غفرت خطاياه ولو كانت مثل زبد البحر. فهذا فضل عظيم خير عظيم والمعنى إذا قال هذا مع التوبة والندم والإقلاع لا مجرد الكلام فقط بل يقول هذا مع الاستغفار والتوبة والندم وعدم الإصرار على الذنوب، ويرجى له هذا الخير العظيم حتى ي الكبائر إذا قاله عن إيمان وعن صدق وعن توبة صادقة وعن ندم على الذنوب، فإن الله يغفر له كبائرها وصغائرها بتوبته وصدقه إخلاصه، ويقول بعد ذلك: اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ [(255) سورة البقرة]. هذا يقوله الرجل والمرأة بعد الفريضة جاء في الأحاديث - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: (من قالها بعد كل صلاة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت). والحديث فيه كلام لأهل العلم، ولكن بعض طرقه صحيحة فالأرجح أنه ثابت وأن هذه القراءة مستحبة. وهذه الآية يقال لها آية الكرسي، وهي أعظم آية في كتاب الله هي أفضل آية وأعظم آية في كتاب: (الله لا إله إلا هو الحي القيوم). هذه يقال لها آية الكرسي، وهي أعظم آية وأفضل آية يستحب أن تقال بعد السلام بعد هذا الذكر. ويستحب أن تقال أيضاً عند النوم وهي من أسباب حفظ الله العبد من الشيطان فهي آية عظيمة ينفع الله بها العبد، وهي من أسباب دخول الجنة إذا قالها بعد كل صلاة في الفريضة بعد الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر وهكذا يقولها عند النوم وتكون من أسباب حفظه، فمن قالها يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (من قالها لم يزل عليه من الله حافظ ولا يقربه شيطان حتى يصبح). كذلك يستحب له بعد هذا أن يقرأ (قل هو الله أحد) والمعوذتين المصلي الإمام والمنفرد والمأموم بينه وبين نفسه (قل هو الله أحد) (قل أعوذ برب الفلق) (قل أعوذ برب الناس) مرة واحدة بعد الظهر والعصر والعشاء. أما بعد المغرب والفجر فيقول ثلاثاً يقرأ هذه السور الثلاث ثلاثاً (قل هو الله أحد) ثلاثاً (قل أعوذ برب الفلق) ثلاثاً (قل أعوذ برب الناس) ثلاثاً بعد الفجر والمغرب. ويستحب أيضاً بعد الفجر والمغرب زيادة أن يقول: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحي ويميت وهو على كل شيء قدير) عشر مرات زيادة بعد الفجر والمغرب جاء في ذلك عدة أحاديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - والله جل وعلا نسأل أن يوفقنا جميعاً للتأسي به - صلى الله عليه وسلم - والمحافظة على سنته والاستقامة على دينه حتى نلقاه سبحانه وتعالى. جزاكم الله خيراً.
أما بعد: فقد سبق بيان صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم في حلقتين ووقفنا في الحلقة الثانية على ما يتعلق بالدعاء في التشهد الأخير من الصلاة، وسبق لنا أن الله جل وعلا شرع لنا على يد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نقول في آخر الصلاة بعد قراءة التحيات نستعيذ بالله من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال، هذا مشهور للرجال والنساء جميعاً في الفرض والنفل ويستحب مع هذا أن يدعوا الإنسان بما تيسر لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما علم الصحابة التشهد قال: (ثم ليختر من الدعاء أعجبه فيدعوا) وفي لفظ: (ثم ليختر من المسألة ما شاء) وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يدعوا بهذه الدعوات: (اللهم إني أعوذ من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال).
وقال لمعاذ: يا معاذ إن لأحبك فلا تدعن أن تقول دبر كل صلاة:
(اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك).
وثبت عن - صلى الله عليه وسلم - علي - رضي الله عنه - أنه كان يقول في آخر الصلاة قبل أن يسلم: (اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت، وما أسرف وما أنت أعلم به مني، أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت). وثبت أيضاً في صحيح البخاري عن سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقول في آخر الصلاة: (اللهم إني أعوذ بك من البخل، وأعوذ بك من الجبن وأعوذ بك أن أرد إلى أرذل العمر وأعوذ بك من فتنة الدنيا ومن عذاب القبر). فهذه دعوات طيبة يشرع أن تقال في آخر الصلاة بعدما يقرأ التحيات والشهادة والصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - يأتي بهذه الدعوات التي ذكرنا، وفيما ذكرنا في آخر الحلقات السابقة. والخلاصة أنه يقول بعد الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - أعوذ بالله من عذاب جهنم. أو اللهم إني أعوذ من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال. وإذا زاد أدعية أخرى كما تقدم فذلك حسن مثل ما تقدم: (اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك). (اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أسرفت وما أنت أعلم به مني أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت). وهكذا في الدعاء الآخر حديث سعد: (اللهم إني أعوذ بك من البخل وأعوذ بك من الجبن وأعوذ بك أن أرد إلى أرذل العمل وأعوذ بك من فتنة الدنيا وعذاب القبر). وهكذا الدعاء لحديث عبد الله بن عوف في الصحيحين: (اللهم إن ظلمت نفسي ظلماً كثيراً ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم). هذا علمه النبي - صلى الله عليه وسلم - للصديق - رضي الله عنه - وعبد الله بن عوف - رضي الله عنهما - إن الصديق - رضي الله عنه - قال: يا رسول الله علمني دعاءً أدعوا به صلاتي؟ قال: قل: اللهم إن ظلمت نفسي ظلماً كثيراً ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم). وإذا كان الصديق يقال له هذا الدعاء فكيف بحالنا إذا كان الصديق وهو أفضل الصحابة - رضي الله عنه - ومشهود له بالجنة، ومع هذا يعلمه النبي يقول: (اللهم إن ظلمت نفسي ظلماً كثيراً ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم). فنحن في أشد الحاجة إلى ذلك والله المستعان فينبغي الإكثار من هذا الدعاء قال أنس - رضي الله عنه - كان أكثر دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم -: (ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار). ثم ينبغي أن يعلم أن المرأة كالرجل في هذه الأشياء قال بعض أهل العلم إن المرأة لها خصوصية وهذا لا دليل عليه، بل ما ورد من السنة يدل على أنه مشترك من الرجال والنساء فكما أن الرجل يقرأ الفاتحة وما تيسر معها من سور أو آيات فهي كذلك وكما أنه يرفع عند الركوع وعند الرفع منه وعند قيامه من التشهد الأول إلى الثالثة فهي كذلك ترفع يديها مثل الرجل وكما أنه يضع يديه على صدره هي كذلك تضع يديها على صدرها حال القيام في الصلاة، وكما أنه يقول: سبحان ربي العظيم في الركوع هي مثله ويقول في السجود سبحان ربي الأعلى هي مثله وتزيد مثل الرجل سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي، وتضع يديها في الركوع على ركبتيها مفردة الأصابع وتضع في السجود يديها على الأرض حيال منكبيها أو حيال أذنيها كالرجل، وتضع يديها في الجلوس بين السجدتين على فخذيها أو على ركبتيها كالرجل وتفترش رجلها اليسرى بين السجدتين وفي التشهد الأول وفي التشهد الأخير تتورك تجلس على مقعدتها وتجعل رجلها اليسرى تحت رجلها اليمنى على يمينها كالرجل سواء بسواء في هذه الأمور هذا هو الأرجح، وهذا هو المعتمد كما دلت عليه الأحاديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. كذلك هذا أمر معلوم إذا فرغ من الدعاء يسلم الرجل ونفس المرأة فيقول: السلام عليكم ورحمة الله عن يمينه والسلام عليكم ورحمة الله عن يساره هكذا كان النبي يفعل عليه الصلاة والسلام وهذا يستوي فيه الرجل والمرأة والفرض والنفل جميعاً ثم بعدما يسلم يقول: أستغفر الله ثلاثاً. اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام يقوله الرجل والمرأة أستغفر الله ثلاثاً اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام ثم ينصرف الإمام إلى الناس إذا كان إمام ينصرف بعد هذا ويعطي الناس وجهه ويقول بعد: (هذا لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير). وهكذا المأمومين يقول مثل هذا للرجال والنساء مثل ما يقول الإمام (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحي ويميت وهو على كل شيء قدير) جاء هذا تارة يقول يومياً وتارة لا يقول عليه الصلاة والسلام ثبت هذا وهذا فتارة يقول يحي ويميت بيده الخير وتارة لا يقول ذلك، والأمر واسع بحمد لله فيقول هذا: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير) وتارة يزيد (يحي ويميت بيده الخير وهو على كل شيء قدير لا حول ولا قوة إلا بالله. لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن. لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد). كل هذا مستحب بعد كل صلاة للرجال والنساء، ثم يشرع بعد ذلك أن يقول سبحان الله والحمد لله والله أكبر ثلاثاً وثلاثين مرة للرجل والمرأة سبحان الله والحمد لله والله أكبر ثلاثاً وثلاثين مرة بأصابعه يعقد بأصابعه ثلاثين مرة فيكون الجميع تسعاً وتسعين ثلاثة ثلاثين تسبيحة وثلاثاً وثلاثين تحيمدة وثلاثة وثلاث وثلاثين تكبيرة إذا قال سبحان والله والحمد لله والله أكبر ثلاثاً وثلاثين مرة كانت تسعاً وتسعين ثم يقول تمام المائة (لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير). قال النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا قالها غفرت خطاياه ولو كانت مثل زبد البحر. فهذا فضل عظيم خير عظيم والمعنى إذا قال هذا مع التوبة والندم والإقلاع لا مجرد الكلام فقط بل يقول هذا مع الاستغفار والتوبة والندم وعدم الإصرار على الذنوب، ويرجى له هذا الخير العظيم حتى ي الكبائر إذا قاله عن إيمان وعن صدق وعن توبة صادقة وعن ندم على الذنوب، فإن الله يغفر له كبائرها وصغائرها بتوبته وصدقه إخلاصه، ويقول بعد ذلك: اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ [(255) سورة البقرة]. هذا يقوله الرجل والمرأة بعد الفريضة جاء في الأحاديث - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: (من قالها بعد كل صلاة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت). والحديث فيه كلام لأهل العلم، ولكن بعض طرقه صحيحة فالأرجح أنه ثابت وأن هذه القراءة مستحبة. وهذه الآية يقال لها آية الكرسي، وهي أعظم آية في كتاب الله هي أفضل آية وأعظم آية في كتاب: (الله لا إله إلا هو الحي القيوم). هذه يقال لها آية الكرسي، وهي أعظم آية وأفضل آية يستحب أن تقال بعد السلام بعد هذا الذكر. ويستحب أن تقال أيضاً عند النوم وهي من أسباب حفظ الله العبد من الشيطان فهي آية عظيمة ينفع الله بها العبد، وهي من أسباب دخول الجنة إذا قالها بعد كل صلاة في الفريضة بعد الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر وهكذا يقولها عند النوم وتكون من أسباب حفظه، فمن قالها يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (من قالها لم يزل عليه من الله حافظ ولا يقربه شيطان حتى يصبح). كذلك يستحب له بعد هذا أن يقرأ (قل هو الله أحد) والمعوذتين المصلي الإمام والمنفرد والمأموم بينه وبين نفسه (قل هو الله أحد) (قل أعوذ برب الفلق) (قل أعوذ برب الناس) مرة واحدة بعد الظهر والعصر والعشاء. أما بعد المغرب والفجر فيقول ثلاثاً يقرأ هذه السور الثلاث ثلاثاً (قل هو الله أحد) ثلاثاً (قل أعوذ برب الفلق) ثلاثاً (قل أعوذ برب الناس) ثلاثاً بعد الفجر والمغرب. ويستحب أيضاً بعد الفجر والمغرب زيادة أن يقول: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحي ويميت وهو على كل شيء قدير) عشر مرات زيادة بعد الفجر والمغرب جاء في ذلك عدة أحاديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - والله جل وعلا نسأل أن يوفقنا جميعاً للتأسي به - صلى الله عليه وسلم - والمحافظة على سنته والاستقامة على دينه حتى نلقاه سبحانه وتعالى. جزاكم الله خيراً.